ابن الساعاتي

(000-620هـ /000 -1223م):
رضوان بن محمد بن علي بن رستم بن هردوز بن الساعاتي، ولقبه فخر الدين. مهندس وطبيب وأديب. من علماء القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي.
ولد بخراسان ثم انتقل إلى دمشق ، ولم تحدد الموسوعات وكتب تاريخ العلوم عاما لميلاده، وإنما حددت أنه قد توفي عام 620هـ /1223 م بمرض اليرقان. كان أديبا شاعرا وموسيقيا يضرب على العود وخطاطا ماهرا خدم بعض ملوك الأيوبيين، وحظي في دمشق بمكانة عالية، ودرس الأدب على تاج الدين الكندي. وله مختارات من الشعر جمع فيها أجمل الأشعار العربية وذلك في كتابه: مختارات في الأشعار . وكان وزيرا في عهد العادل الأيوبي.
وقد ترك رضوان الساعاتي ولدين اشتغلا بالعلم هما: بهاء الدين الساعاتي وهو أديب شهير، وفخر الدين الساعاتي وهو طبيب ماهر وله فضائل في الصناعة الطبية. قرأ رضوان الساعاتي الطب على رضي الدين الرحبي، وفخر الدين المارديني، وقد وصفه علماء عصره بالفطنة والذكاء والإتقان للعلوم الحكمية والمنطق واللغة، وقد درس كتب ابن سينا وكان معجبا بها، ولكنه اختبر تلك الكتب بعناية، ووجد منها ما يحتاج إلى إيضاح فألف كتابه: الحواشي على كتاب القانون فكان تكميلا لما غمض والتبس في كتاب القانون في الطب لابن سينا. وقد ناقش ابن سينا في كتابه القولنج، واكتشف نقصه في ذكر بعض الأعراض البسيطة وذلك في كتابه: تكميل كتاب القولنج لابن سينا وذكر في كتابه هذا طرقا لعلاج القولنج لم يذكرها ابن سينا.
ولم تذكر الموسوعات العربية الكثير عن حياة رضوان الساعاتي لكنها أشادت به وبحبه للعلم والدراسة والمشاهدة، واطلاعه على كتب علم الميكانيكا السابقة عليه. وقد برع رضوان الساعاتي في صنع الساعات ، وهو صانع الساعات التي كانت على باب المسجد الأموي بدمشق في زمن الملك محمود زنكي، وقد سميت إحدى هذه الساعات باسمه لروعتها وحسن تركيبها وجمال مظهرها تكريما له. وكان يشرف عليها مقابل جراية رتبت له، ويعد المستشرقون كتابه: علم الساعات والعمل بها من أهم كتب الهندسة الميكانيكية، وبخاصة في وصف صنع الساعات وتركيبها وطرق عملها والحفاظ عليها. وقد اهتم به المستشرقون وترجموه إلى عدة لغات ، وعدوا الساعة التي صنعها قمة التطور في صناعة الساعات في العالم الإسل امي .